تمضي الأيام وتتساقط أوراقها كأوراق الخريف التي تذهب أدراج الرياح ...
تمضي بكل تفاصيلها وبكل ما تحمله بين طياتها ...
تمضي ويزداد معها الألم والحزن والشوق والحنين ...
تمضي... وتمضي وأعلم أنها لن تعود ....
لـــكـــــن ... مــاذا لـــو عـــادت الأيــــام ؟؟
لو عادت الأيام لكنت ذلك الطفل وبقيت كما أنا طفلا لعبته التي بين يديه هي كل عالمه ...
ذلك الطفل الذي لا يعرف معنى الحزن ولا يعرف معنى الجرح والظلم والقسوة والغدر
والخيانة والقتل والتعذيب التي نراها أمام أعيننا نحن الكبار
كم تمنى ذلك الطفل أن يكبر ولو كان يعلم أن هذا ما ينتظره لما تمنى ذلك ...( ويا طفل لا تكبر )
لو عادت الأيام لم أفرط في تلك اللحظات التي عشتها مع أشخاص كانوا يعنون لي الكثير ولم يخطر لي أنه
في يوم من الأيام سيحول الفراق بيني وبينهم .
لو عادت الأيام لوضعت حاجزاً بيني وبين أناس لم أجني من معرفتي وقربي لهم سوى الجروح والقسوة والحزن .
لو عادت الأيام لأدرت ظهري وجعلت من نفسي إنسانا لا يبالي لأقابل من أضحي لأجلهم بمثل ما وجدته منهم ...
لو عادت الأيام ما أكثر ما أتمنى عودته وأعلم أنني لست الوحيد الذي تمنى عودتها فهناك الكثيرين مثلي ....
يااااااااه لا أعلم ماذا دهاني وماذا حدث لي هل كل ذلك اشتياق للماضي ....
لم يخطر لي في يوم من الأيام أنني سأتمنى عودة الماضي بكل ما يحمله...
لم أكن أعلم أن تلك الجملة التي قالها لي ذلك الإنسان سوف أعيشها الآن حينما قال لي(ما أجمل الماضي لويعود)
ولم يكن ردي حينها سوى أن قلت ( لا أعتقد أن الماضي دائما جميل ولا أظن أنني سأتمنى عودته ) عندها قال لي عندما تكون في مثل عمري ستعلم ماذا أعني .
لم يكن ذلك الإنسان كبيرا في السن لقد كان في ريعان شبابه ولا يفصلني عنه سوى سنوات قليله وهذاماجعلني أقف حائرأمام تلك الجملة التي نطق بها
أيها العزيز لقد أحسست وشعرت وفهمت ما كنت تقصده في تلك الكلمات لقد عشتها قبل أن أصبح في مثل عمرك ... لا ألومك حينما قلت ما أجمل الماضي بكل ما يحمله
(وفعلا ما أجمل الماضي بكل ما يحمله )§¤~¤§¤~¤§