من سره زمن ساءته ازمان
هنا قضية مهمة
قد ربما تغيب عنا
هي موجزة في البيت التالي
هي الايام كما شاهدتها دول *** من سره زمن ساءته ازمان
انا هنا اعترض على هذا البيت
وبالتحديد على شطره الثاني
قد تقولون لماذا؟!!!
اقول لكم السبب
ان الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز(( فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا)) سورة الشرح
في هذه الاية عدة مدلولات كما اوضحها المفسرون رحمهم الله
حيث ان الاية بدأت بأداة التوكيد إنّ , ومن ثم تأكيد لفظي بإعادة اللفظ مرتين
وهذا التأكيد منه سبحانه على شيئين
أولهما:
انه لايوجد شدة الا وبعدها رخاء
ولا ظلمة الا وبعدها نور
ولا بلاء الا وبعده عافية باذنه تعالى
والامر الاخر هو
تاكيده سبحانه وتعالى على ان الاصل في حياتنا هو اليسر والرخاء وانما يصحبها بعض الشدة والعسر
وهذا طبعا مخالف للشطر الثاني من البيت الشعري السابق
فالاولى بنا ان نذكر كل من يمر بضائقة او مصيبة بهاتين الايتين
وكان الاجدر بشاعرنا ان يقول
من ساءه زمن سرته ازمان
ومن هذا المنطلق اريد ان اشير الى بعض المفاهيم والقضايا المهمة بالنسبة للشدائد والمصائب التي يمر بها الانسان في حياته
ان المصائب والبلايا كلها امتحانات من رب البرايا
ان الله هو اعلم سبحانه بما ينفع الانسان وبما يضره وهو سبحانه عندما يرسل لنا البلاء او المصيبة فليس لانه يريد تعذيبنا او الانتقام منا – حاشاه سبحانه وجل جلاله – وانما هذا اكبر دليل على حب الله لنا
حيث انه سبحانه يعلم انه بوجود هذه المصائب في حياتنا فاننا سنكون اكثر منه قربا وله ذكرا ومنه خشية وسنزيد من عباداتنا ودعائنا له سبحانه
وايضا
ان الله انما يمحو بهذه البلايا ذنوبنا لان المصائب لاتحل على بني آدم الا بسؤ فعالهم (( وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير )) سورة الشورى
ويرفع بها درجاتنا في الجنان (( يبتلى الرجل على قدر دينه, فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه )) او كما قال صلى الله عليه وسلم
سبحانك يا الله
بدلا من ان نندب اخطاءنا نتناسها
ولكن الرحمن الرحيم يذكرنا لنعود الى الطريق المستقيم
اخواني ,,, اخواتي,,,,
الى كل مبتلى .....الى كل مصاب....
........تذكروا فقط ..........
كم عدد النعم التي انعم الله بها علينا؟
قارنوا بين اليسر والعسر
انظروا الى من هو اشد منكم بلاء
واعلموا (( ان مع العسر يسرا))
ولرب نازلة يضيق بها الفتى *** ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت اظنها لا تفرج
هذا اضافة الى كون هذه المحن جزء لا يتجزاء من قدر الله الذي يجب علينا الايمان به
اما قال الله سبحانه في كتابه العزيز (( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا )) سورة التوبة
وبعد كل هذه يوضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم ان امر المؤمن كله له خير
فانه اصابه خير شكر فكان خيرا له
وان اصابه ضر صبر فكان خيرا له
هل علمتم الان سبب اعتراضي على البيت الشعري؟
اللهم اجر كل مصاب وعافي كل مبتلى
امين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين